طريق الخير يبدأ بخطوة بسيطة

عبدالله ذهب لتغيير زيت سيارته في فرع ليدر اكسبرس، وبعد أن أنهى الصيانة، أخذ كرت "طريق الخير" دون أن يفكر فيه كثيرًا.

في طريق العودة، لمح العم صالح، وهو رجل كبير في السن، يقف بجوار سيارته، رافعًا غطاء المحرك ويشير بيده طلبًا للمساعدة. في البداية، تردد عبدالله وقال لنفسه: "أكيد غيري بيساعده، أنا مستعجل على الفطور."

لكنه لمح الكرت أمامه، فتوقف للحظة وفكر: "لن أخسر شيئًا." قرر العودة بسيارته وساعد العم صالح في تشغيل البطارية.

قبل أن يغادر، أعطاه الكرت بابتسامة.

العم صالح نظر إلى الكرت وابتسم، ثم وضعه أمامه على الطبلون.

وهو في طريقه، لاحظ كرة تخرج مسرعة من خلف سور أحد المنازل، متجهة مباشرة إلى سيارته. ضغط على الفرامل بسرعة ليتفادى دهسها، ثم نزل والتقط الكرة، وتوجه إلى الباب ليعيدها.

فتح بدر، الطفل الصغير، الباب، فأعطاه العم صالح الكرة ومعها كرت "طريق الخير" قائلاً له: "احتفظ به، الخير يستمر معك."

أخذ بدر الكرت ووضعه في المجلس، ثم عاد للعب.

في المساء، مر والده بالمجلس، ولاحظ الكارت على الطاولة. حمله وقرأه بفضول، ثم ابتسم، وشعر أن الوقت قد حان لفعل شيء مختلف.

في اليوم التالي، قرر تخصيص جزء من مصنع الملابس الخاص به لإنشاء قسم تديره أيادٍ عاملة من الأسر المنتجة، تُصنع فيه منتجات عالية الجودة، وتُوجَّه أرباحه بالكامل لمساعدة المحتاجين.

وبعد أيام، كانت زوجة عبدالله تتسوق واشترت فستانًا لابنتهما من منفذ بيع خاص بهذا المصنع. عندما أخبرته أن أرباح المنتجات تذهب لمساعدة الآخرين، أعجب بالفكرة وأثنى على من أطلقها.

لن يعلم أبدًا أنه هو من بدأ سلسلة الخير ، بخطوة بسيطة بعدما غير الزيت .

ربما تكون أنت عبدالله ، أو العم صالح، أو بدر، أو والد بدر، أو حتى زوجة عبدالله …

أينما كنت في هذه السلسلة، لا تجعل الخير يتوقف عندك.

وهكذا، فعل بسيط ولّد شرارة خير … امتدت الى ما لانهاية